مقالة:_الأعـزب .. الكـائن .. الأجـرب

***

عزيزي لن تشعر بما يعانيه الأعزب إلا إذا كنت أعزباً محضاً ،
لا تنتظر زوجة تعود من أهلها بعد العشاء ،
أو أولاداً من مدارسهم بعد ساعات ، أو تمشيات تقضيها معهم جميعاً في نهاية الأسبوع
***
الأعزب لن يكون إنساناً له كيان في مجتمعناولن ينعم بالأمان والإستقرار
في مجتمعناولن يعيش كما يعيش المُتزوج في مجتمعنا
بل وأجزم بأن بعض الحيوانات الأليفة تعيش أوضاعاً في المأكل والمشرب والمسكن تضاهي بعض العزاب
***
يكون المُتزوج المتأهل كما يحلو تسميته
قبل أسبوع فقط أعزباًيسب ويشتم ويسخط على المجتمع لما يلاقيه كأعزب
وبعد هذا الأسبوع الفاصل ينقلب حاله رأساً على عقب
فيرى نفسه من طين لازب
والعازب من تراب كاذب
يرمقه بنظرات مريبة
يتحدث معه بتعالي
تتغير مصطلحاته
أنتم العزاب
حينما كنت عازباً
يتبعها بقهقهة
كان الله في عون العزاب
***
يبدأ العازب المسكين المغلوب على أمره
الغربة حينما تتوفر فرص عمل خارج نطاق عائلته
يبحث عن سكن فلا يجد
يزيد في البحث
مكتب عقار
بوفية
مغسلةعامل
بقالة
في آخر الشارع المُظلم
يدله على سكن عزابيأ
خذه تجاه مسكنه
هنا غرفة للإيجار تصلح لكبيت آآئل للسقوط
بكهرباء ضعيفةومياة قذرةبلا أدنى تأمين للحياة البسيطة ،
لاحظ ليست الكريمة
***
ينتهي به الحال بعد أن يطفق ذهاباً وإياباً
إلى هذه الغرفة المهترئة
يستأجرها وكله قناعة بأن الحال لن يستمر على ما هو عليه
يفاجئ في أول ليلة بأن دورة المياة مشتركة
مع أكثر من ثلاث عزب مختلفة الجنسيات
***
يبدأ عمله البسيط صباحاً
ويعود قبل الغروب
مصطحباً ريال خبز وعصير برتقال
يشاهد التلفاز لن يستمتع كثيراً فالكهرباء
لا تتحمل تلفازاً وجهاز تكييف
أنت تختار
***
يقرر أن يأخذ جولة تُذهب عناء اليوم
على قدميه
يمشي من بداية الحاره
فتبدأ نظرات الجيران ترمقه بكل شك وريبهوعليك أن تتحمل نتيجة مكالمة والدك لك على جوالك
خصوصاً وإن كان أحد الأطفال متعلقاُ في نافذة الدور الثالث
***
نظرة الشك لا تُحتمل
تعود أدراجك لتأخذ سيارتك علك تجد مكاناً آخراً ترفه عن نفسك من دون مضايقة أحد
تذهب لشارع مظلم بعيد عن كل العيون الفضوليةتفاجئ بسيارة " جيب " يأمرك من بداخلها ببطاقته
أن تقف يفتشك كأنك مهرب مشبوه
يسمح لك مشكوراً بأن تنصرف
***
تفكربغرفتك
تلمح إضاءة أحد مقاهي النت
تدخله بحماسة عجيبه
ما إن تدفع قيمة تصفحك
إلا ودوريه تنادي بإغلاق المقهى
تعود
ولتسعك
غرفتك
وليحتضنك
سريرك
ولتغمض
عينيك
عل النوم يغتصبها
إيذاناً بيوم شبه جديد
لا يتغير فيه إلا من بداخل السياره ( الجـيب ) ..
بقلم : محمد ناصر آل عبدالمحسن
الطائف